تفاقم ظاهرة الإنتحار في المجتع التونسي

تفاقم ظاهرة الإنتحار في المجتع التونسي

تفاقمت ظاهرة الانتحار في المجتمع التونسي بصورة تثير الريبة و الهلع خاصة في صفوف الشباب و الأطفال ، و أصبح عاديا أن تنشر أخبار كانتحار طفلة في الثانية عشر من العمر بعد يأسها و مللها من الحياة ، وهو سلوك ينذر بخطر يتهدد المجتمع بأكمله على اعتبار أن هذه السلوكيات تشذ عن المألوف و تشير إلى وجود خلل اجتماعي يجب معالجته قبل استفحاله. رغم قدم وجود ظاهرة الانتحار في تونس ، إلا أن تصاعد نسقها بصورة ملحوظة بعد الثورة يعكس مدى تزايد الضغوط الاجتماعية و الاقتصادية و حتى النفسية التي يعيشها المواطن بصورة فردية أو بصورة جماعية المنتحرون الشباب: دوافعهم للانتحار.. جاء في دراسة أجراها ثلاثة من كبار أطباء الأعصاب والأمراض النفسية التونسيين أن نسب الانتحار ارتفعت في تونس وأصبحت تفوق ما هو عليه الوضع في اغلب الدول العربية. وتضيف الدراسة أن البطالة وما تسبـــــبه من إحباط وإحساس بالانكسار، تأتي في مقدمة دوافــــع الإقدام علي الانتحار، رغم أنها رأت أن تلك الدوافع تختلف حسب الأشخاص والظروف الاجتماعية التي يعيشونها. هذا وتعتبر النساء المعنفات أو المطلقات والأمهات العازبات الأكثر إقداما علي الانتحار، إضافة إلي فاقدي السند والمدمنين علي المخدرات ومرضي الإيدز والسرطان. يفسر الباحثون الاجتماعيون الإقدام المطرد علي عمليات الانتحار بالضغوط الاقتصادية القاسية من فقر وبطالة، ويرون بأن القلق والكآبة وعدم الاستقرار تزداد بين العاطلين، وأنّ هذه الحالات النفسية تنعكس سلبياً علي العلاقة بالزوجة والأبناء، وتزايد المشاكل العائلية في حالة المنتحر المتزوج، أما بالنسبة للمنتحر الأعزب فتنعكس هذه الحالات النفسية علي محيطه الاجتماعي المصغر وهو العائلة ثم علي محيطه الاجتماعي الموسع وهم الأصدقاء والأقارب وباقي علاقاته الاجتماعية. وتري أغلب التحليلات أن السبب الرئيسي في هذه المشاكل بين العاطلين عن العمل، هو الافتقار إلي المال، وعدم توفره لسد الحاجة، وبناءً علي ذلك فإن تعطيل الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لا سيما بين الشباب الممتلئ طاقة وحيوية ولا يجد المجال لتصريف تلك الطاقة، يؤدي إلي أن ترتد عليه تلك الطاقة لتهدمه نفسياً مسببة له مشاكل كثيرة قد تنتهي بقرار التخلص من الحياة . ومن ثمة فإن العلاقة بين الجانب النفسي من الإنسان، وبين توفر الحاجات المادية، وأثرها في الاستقرار والطمأنينة، وأن الحاجة والفقر يسببان الكآبة والقلق وعدم الاستقرار، وما يستتبع ذلك من مشاكل صحية معقّدة، كأمراض الجهاز الهضمي والسكر، وضغط الدم، وآلام الجسم، كل هذا يفسر إقدام كثير من الشباب علي التخلص من الحياة ، وهو ما يسميه البعض من علماء الاجتماع بالانتحار الفوضوي الذي عادة ما يحصل إبان الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويكون وليد الانفعال والغضب أو الإحباط الذي يعيشه العاطل عن العمل . هناك فئة هامة من الشباب تقدم علي الانتحار وتعود الأسباب الكامنة وراء هذا الجموح المأساوي نحو فقدان الحياة إلي عدة تأثيرات منها أفلام العنف للصغار والكبار والأغاني التي تشجب الحبيب الغادر والخليلة الخائنة، والطموحات التي باتت بلا حدود وأوهام نشرتها آلاف القنوات الفضائية في كل بيت، وسلوكيات غريبة في الأحياء الشعبية والغنية علي حد سواء . ـ الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم. ـ الحالة المرضية التي تعصف بالشباب في حالة اليأس القصوي والإحباط. ـ أسباب اجتماعية ـ اقتصادية. ـ الفراغ الديني عند فئة من الشباب. ـ فشل تجربة عاطفية. ـ العجز عن الوصول للغايات المستقبلية المرسومة. باختصار، فإن أغلب الدراسات التي أشرنا إليها تتقاطع في نوعية العلاقة الترابطية بين أغلب حالات المنتحرين وبعض المتغيرات التي تنحصر في الفقر والبطالة والفشل العاطفي وبدرجة أقل الفشل الدراسي والوظيفي، كما لم تغفل هذه الدراسات المتغيرات الخطيرة التي طرأت علي المنطقة من كثرة الحروب ومناطق الصراع المشتعل في كثير من ولم تغض هذه الدراسات النظر عن بعض الحالات التي أقدم فيها الشباب علي الانتحار بسبب المرض العقلي أو الجسدي والتي لا تشمل طائفة كبيرة من المنتحرين.

Author’s Posts

Our Mobile App

Image
Image
Image
© 2024 Sky World News. All Rights Reserved Skynews707@gmail.com
Design & Developed by Sallam Awad