حرية وهوية: سانت ليفانت يتألق في مهرجان قرطاج 2025

حرية وهوية: سانت ليفانت يتألق في مهرجان قرطاج 2025

في سهرة استثنائية ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، أشعل الفنان الفلسطيني-الجزائري سانت ليفانت، أو مروان عبد الحميد، مسرح قرطاج بصوته الثائر وألحانه التي تمزج بين الغضب المغاربي والجرأة الفلسطينية.

تحت شعار "Free... Free Palestine"، استقبلت الجماهير الفنان قبل أربع ساعات من انطلاق الحفل، رافعةً أعلام تونس والجزائر وفلسطين، متوشحةً بالكوفية كرمز للهوية والمقاومة.

طاقة ثورية على خشبة قرطاج

انطلق الحفل بتحية عسكرية رمزية، ليقدم ليفانت أغانٍ مثل "على هذه الأرض" و"دلعونا"، مؤكدًا انتماءه لـ"شعب الجبّارين" بضربات قوية على الخشبة وصوت يتردد صداه في القلوب. بطاقته المتفجرة وأسلوبه الفريد، نجح سانت ليفانت في خلق تجربة فنية مميزة، حيث يمزج بين الموسيقى العربية والغربية في إيقاعات تجمع الحب والاحتجاج.

كلمات أغانيه، التي تراوحت بين العربية والإنجليزية والفرنسية، شكلت توليفة لغوية ووجدانية ربطت بين الذاكرة الفردية والجماعية. في لحظة مؤثرة، داعب ليفانت أوتار عوده وتحدث عن العلاقة الوثيقة بين الشعب التونسي والقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى خصوصية ارتداء الكوفية في تونس مقارنةً بالبلدان العربية الأخرى.

رحلة موسيقية بين العوالم

قدم ليفانت مزيجًا موسيقيًا مبتكرًا، حيث امتزجت الدبكة الفلسطينية مع الهيب هوب في "هل يمكن أن تحبيني"، والشاوي والراي الجزائري مع الفلامنكو الإسباني في "الله يحميكي". أما في "بعينيكي" و"القليل من الأصدقاء"، فقد أبدع في تقديم صور بصرية وصوتية تجمع بين إيقاعات غربية صاخبة وألحان عربية هادئة. من ألبوميه "رسائل حب" و"ديرة"، غنى "قلبي" و"comme c'est beau" برومانسية عذبة، و"ديرة" التي تحمل ذكريات طفولته في فندق دُمر بعد حرب 7 أكتوبر 2023، ليعبر عن شعور المنفى الذي يعيشه كل فلسطيني.

صوت فلسطين والجزائر

لم ينسَ ليفانت جذوره الجزائرية، فقدم أغنية "ديفا" كرسالة حب للجزائر، رافعًا علمي تونس والجزائر على المسرح. كما ردد شعار "فلسطين في صوتي"، مؤكدًا التزامه بقضيته الأولى. تجربته الفنية، التي بدأت عام 2020 بأغنية "Jerusalem Freestyles" و"نيرفانا في غزة"، حققت نجاحًا كبيرًا على منصات مثل يوتيوب وتيك توك، حيث قدم مقاطع فيديو عن التاريخ الفلسطيني جذبت ملايين المتابعين.

ليلة من الحلم والإبداع

على مدى ساعتين، حافظ سانت ليفانت على طاقته العالية، متنقلًا بين الأغاني وعزف الساكسوفون، مشاركًا فريقه لحظات من الصخب والجنون. كلماته البسيطة، التي يسهل حفظها، وأسلوبه الذي يجمع بين الحب والثورة، جعلت الجمهور يشاركه الغناء والحماس، ليكتب فصلًا جديدًا من نجاحه على مسرح قرطاج التاريخي.

Our Mobile App

Image
Image
Image
© 2025 Sky World News. All Rights Reserved Skynews707@gmail.com
Design & Developed by Sallam Awad