أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة- طوت الجزائر إحدى صفحات التعذيب من الإستعمار الفرنسي، بعد أن اعترفت باريس بما حدث من نظامها إبان الاحتلال الذي استمر لأكثر من 130 عاما، الاحتلال الفرنسي للجزائر (5 يوليو 1830 - 5 يوليو 1962)، من تعذيب وقتل كان سببا في إطلاق اسم بلد المليون شهيد على الجزائر.
وقد أقرّت فرنسا، لأول مرة في تاريخها، بأنها أنشأت خلال حرب الجزائر (1954-1962) "نظاما" استخدم فيه "التعذيب"، الأمر الذي يمثل خطوة فارقة في نزاع لا يزال يتسم بحساسية خاصة بعد ستة عقود من انتهاء تلك الحرب.
وقد رحبت الحكومة الجزائرية باعتراف فرنسا بنظام التعذيب إبان الاستعمار واعتبرت هذا التطور "خطوة إيجابية يجب تثمينها".
وقال وزير المجاهدين الطيب زيتوني إن فرنسا والجزائر سيعالجان ملف الذاكرة "بحكمة".
وسلم الرئيس إيمانويل ماكرون إعلانا، بهذا المضمون إلى أرملة موريس أودان الشيوعي المؤيد لاستقلال الجزائر الذي اختفى بعد اعتقاله عام 1957، يطلب منها فيه "الصفح".
ووعد ماكرون كذلك بـ"فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين" خلال الحرب التي لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ فرنسا الحديث ونظرا لما لذلك من أثر على العلاقات الوثيقة والمعقدة القائمة بين فرنسا والجزائر.
ولم يسبق أن اعترفت الدولة الفرنسية بأن قواتها استخدمت التعذيب بصورة منتظمة خلال الحرب.