تحديات فورية ومستقبلية لقضية عمل الأطفال

تحديات فورية ومستقبلية لقضية عمل الأطفال

152 مليون طفل حول العالم، يضطرون للعمل نتيجة لظروف معيشية صعبة تعيشها أسرهم، أو بسبب الصراعات السياسية والقبلية.

تحتل أفريقيا  المرتبة الأولى في ما يخص عمل الأطفال، ويصل عددهم إلى 72 مليون طفل، فيما تأتي منطقة آسيا والمحيط الهادئ في المرتبة الثانية، وتتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، ويرغمون على ممارسة أعمال هم أصغر أو أضعف من أن يمارسوها، أو يشاركون في أنشطة خطرة قد تعرض نموهم البدني أو العقلي أو الاجتماعي أو التعليمي للخطر وتشير المنظمة الأممية إلى أنه وفقا لآخر إحصاء قامت به، يلتحق طفل واحد من بين أربعة أطفال (ممن تتراوح أعمارهم بين سني 5 و17 سنة) في أعمال تعتبر مضرة بصحتهم ونموهم. ووفقا للأرقام المتوافرة بشأن عمالة الأطفال حول العالم 11 مليون طفل يعيشون في الأمريكتين، بينما في أوروبا وآسيا الوسطى هناك 6 ملايين، ومليونا طفل يعيشون في الدول العربية في مارس2019، كلفت جامعة الدولة العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية، مجموعة من المنظمات لدراسة عمالة الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونشر التقرير تحت عنوان "عمل الأطفال في المنطقة العربية:

تحليل كمي ونوعي". وأشار التقرير إلى أن "النزاع والأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هما سبب ارتفاع نسبة عمل الأطفال في جميع أنحاء المنطقة، وذلك يشمل تورط الأطفال في النزاعات المسلحة وغيرها من الأنشطة غير المشروعة". وتشير منظمة العمل الدولية في تقرير سابق لها إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوجد بها قرابة 9.2 مليون طفل عامل (8.4 في المئة من الإجمالي العالمي)، تحاصرهم ظروف الفقر وانتشار البطالة وتدني جودة التعليم مما يؤدي إلى تسربهم المبكر من المدرسة. ومعظم هؤلاء الأطفال يعمل في الزراعة، ونحو 57 في المئة منهم في أعمال خطرة ولفتت إلى أن "الأطفال اللاجئين والمهجرين يعملون في أنشطة في شتى القطاعات، مع زيادة ملحوظة في العمل في الشوارع والسخرة والزواج المبكر والاستغلال الجنسي التجاري.

إن عمل الأطفال اللاجئين والمهجرين ما هو بالأساس سوى آلية تأقلم مع الواقع تلجأ إليها أسرهم التي تواجه الفقر المدقع أو التي يكون فيها البالغين عاطلين عن العمل". حذرت الدراسة العربية من نوع جديد من عمالة الأطفال يمكن تسميته بـ"العمالة المخفية" أي تلك التي لا يعرف عنها شيئن وقالت "من المحتمل أن الدراسات الاستقصائية لم تنجح باكتشاف أشكال خفية من عمل الأطفال بين الفتيات". ولفتت الدراسة إلى صعوبة رصد عمالة الأطفال في العمل المنزلي والخدمات المنزلية غير المدفوعة الأجر، مشددة على أن هذا يستحق المزيد من البحث والاستقصاء". وأكد تقرير جامعة الدول العربية على أنه عمل الأطفال يفرض تحديات فورية ومستقبلية ليس فقط على الأطفال أنفسهم، ولكن أيضاً على الدول والاقتصاد، مشددة على "الضرورة الملحة لمعالجة الأسباب الجذرية لقضية عمل الأطفال وتداعياتها، والقضاء عليها في نهاية المطاف، خاصة في أسوأ أشكالها".

وأشار إلى أن ما تسببت فيه أزمة كورونا من صدمة اقتصادية واختلالات في سوق العمل سيكون له أثر كبير على الناس ومعايشهم. "وللأسف، فغالباً ما يكون الأطفال هم من أوائل من يعانون من ذلك. فمن الممكن أن تدفع الأزمة الملايين من الأطفال المستضعفين إلى سوق العمل"، بحسب الأمم المتحدة.

Author’s Posts