بدأت التحركات وردود الأفعال بالخطط البديلة، بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في استكمال مخطط الفوضى الخلاقة الذي لم يكتمل بعد في حلقته الأخيرة بالإطاحة ببشار الأسد، وإخراج سوريا من مصاف الدول، مثلما وقع في ليبيا.
اتفاق لوقف اطلاق في سوريا، حتى تتم التسوية السياسية، برعاية تركية روسية، وتمهيش واشنطن لن يمر مرور الكرام.
ولا ننسى أن من ضمن اتفاق أمريكا مع قطر بإعطائها الزعامة في المنطقة ومنحها كأس العالم 2022 كان بند، أن تضغط الدوحة على أنقرة وخاصة ( أردوغان ) من اجل مقاطعة سوريا و بشكل تدريجي من خلال خلق ملف خاص بين الدولتين يتعلق بالأكراد في سوريا ، وأن سوريا تقدم الدعم للأكراد .
وفور اتفاق وقف إطلاق النار أقر السوريون الأكراد دستورا للنظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم شمال سوريا أطلقوا عليه "العقد الاجتماعي" لتنظيم شؤون المنطقة على أن تجري انتخابات خلال أشهر.
وبعد اجتماع دام ثلاثة أيام صادق المجلس التأسيسي للنظام الفدرالي الخميس، أي قبل يوم من إعلان وقف إطلاق النار الذي لم يكونوا حاضرين فيه، بحضور 165 شخصية من المقاطعات السورية الكردية الثلاث ومناطق تمت السيطرة عليها مؤخرا على "عقد اجتماعي" لإدارة شؤون المنطقة، بحسب بيان ختامي. وعقد الاجتماع في الرميلان في محافظة الحسكة.
وسائل من الضغط على أردوغان للتراجع عن خط وضعه لنفسه ولبلاده وكان بعيد النظر فيه، حيث كسب ود إسرائيل وروسيا، وبحث عن مصالحه بعيدا عن تحالفات الغوغاء، التي تستغل نفوذه وترميه خارجها بعد أن يؤدي مهامه.
وينص العقد الاجتماعي على تأسيس "مؤتمر الشعوب الديمقراطي" وهو بمثابة مجلس شعب يجري انتخابه كل أربع سنوات وعلى رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة. كما يعترف النص بكافة اللغات المتداولة في شمال سوريا على أنها "متساوية" ولكل من مكونات شمال سوريا تنظيم "حياته وتسيير أموره بلغته".
ويعتبر الدستور قوات سوريا الديمقراطية "قوات الدفاع المسلحة" لفدرالية شمال سوريا. وتعد قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية الأكثر فعالية في قتال الجهاديين في سوريا. وتخوض منذ الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر حملة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة، معقله في سوريا. وكان السوريون الأكراد أعلنوا في 17 آذار/مارس، خلال مؤتمر واسع بمشاركة مكونات عربية وسريانية وارمنية وغيرها النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.
وبرز نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية.
وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، أعلنوا ادارة ذاتية مؤقتة في مقاطعات عين العرب-كوباني وعفرين في ريف حلب الشمالي والغربي والجزيرة في الحسكة، أطلق عليها اسم "روج آفا" غرب كردستان.
وباتت الادارة الذاتية المرجعية التي تتولى تسيير شؤون الناس وإدارة المؤسسات والخدمات، واتخذت سلسلة إجراءات أبرزها إدخال اللغة الكردية إلى المناهج الدراسية. واعتبرت عضوة اللجنة التنفيذية في فدرالية شمال سوريا فوزة اليوسف أن أهمية "الدستور وهو بمثابة عقد اجتماعي تكمن في أن مناطقنا كانت بحاجة إلى نظام اداري ودفاعي بعد تحريرها من داعش وجبهة النصرة والنظام". وأضافت "هذا حقنا كشعب كردي فضلا عن المكونات الأخرى لضمان حقوق الجميع". وأكدت أن "النظام الفدرالي الديمقراطي هو الأنسب للمنطقة ولكل سوريا".