اعتراف أمريكي بالتسبب في نشوء داعش، وأوباما قبل الرحيل: مكافحة التطرف يحتاج إلى أجيال
قبل الرحيل من المكتب البيضاوي، اعترف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته حسين باراك أوباما، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء ظهور داعش.
الاعتراف الأمريكية جاء بشكل متعذر حيث اقترن بأخطاء واشنطن في التدخل في العراق، لكنه لم يعترف بكون الخطأ هو التدخل أصلا في العراق.
ربما كانت بريطانيا أشجع من الولايات المتحدة الأمريكية في الاعتراف بخطأ التدخل في العراق، إذا كانت الشجاعة هي مقياس الاعتراف وليس حجم الأهداف المحققة.
مكافحة الإرهاب ستحتاج إلى جهود أجيال
وقال الرئيس الأمريكي في الخطاب الذي يعد أحد خطاباته الأخيرة حول موضوع الأمن القومي بصفته رئيس الولايات المتحدة: "لقد قررنا عدم تكرار بعض الأخطاء المرتكبة أثناء تدخل العام 2003، التي ساهمت، بداية الأمر، في نمو التنظيم المعروف لاحقا تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأعلن الرئيس الأمريكي أن مهمة محاربة التطرف في الشرق الأوسط تتطلب جهود أجيال. وأضاف أن الولايات المتحدة تدرك أن "الخطر المميت الناجم عن الإرهاب سيبقى قائما بشكل أو بآخر"، مشيرا إلى وجود "أشخاص يدعون النبوة ويشوهون الإسلام في أنحاء العالم، وتحديدا في سوريا".
واعتبر أن "الإرهابيين لا يشكلون خطرا حيويا على وجود الولايات المتحدة"، داعيا إلى "عدم ارتكاب أخطاء في المبالغة بقدراتهم".
وحذر أوباما من التمييز ضد الأميركيين المسلمين، وقال إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تعزيز خطاب الإرهابيين وتأجيج التظلمات الزائفة التي يستغلونها لتحفيز الناس على القتل.
رسالة إلى ترامب
وفيما قد يعد رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديدة دونالد ترامب، الذي كان صريحا في الإعلان عن توجهه نحو المسلمين ودعمه لليهود، لفت أوباما إلى أن التصرف على أساس أن الحرب قائمة بين الولايات المتحدة والإسلام لن يؤدي فقط لخسارة المزيد من الأمريكيين في الهجمات الإرهابية، "بل سوف نضل المبادئ التي ندعي الدفاع عنها".
وقال إن الولايات المتحدة لا تخوض حربا على الإسلام، ولفت إلى أن الإرهابيين لا يتحدثون باسم أكثر من مليار مسلم حول العالم.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية خسر "أكثر من نصف" الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.