منذ حرب الخليج الأولى بين بغداد وطهران، الآمال تحدو الفرس بثقل لابأس به في المنطقة، وفور إعلان انضمام الحشد الشعبي إلى الجيش العراقي والاعتراف به من لدى القيادة التابعة لها هناك، بدأت الإعلانات تتوالى صراحة، بأن إيران تريد أن تكون لها قواعد بحرية في سوريا واليمن.
إيران لم تدخر جهدا لتحقيق ما تصبو إليه فهناك الحوثيين وقتالهم على أرض اليمن ليكون النفوذ الفارسي متمكنا أسفل شبه الجزيرة العربية ومن ثم حدود العربية السعودية، وأصبح الحشد الشعبي ثقلا في أرض الرافدين، لابد من إكمال الطوق بقواعد بحرية في أرض الشام.
رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، محمد حسين باقري، لم يخف ذلك حين قال أن طهران "مهتمة بإقامة قواعد بحرية في سوريا واليمن"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم".
الوكالة الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن باقري إنه "قد يتم في مرحلة ما إنشاء قواعد على شواطئ سوريا واليمن، فالقواعد البحرية في مناطق خارج إيران لا تقل أهمية عن الاستثمار في الطاقة النووية، بل قد تكون أهميتها مضاعفة 10 مرات من النووي الإيراني وأن تكون عامل ردع قوي".
وأشار باقري إلى أن "إنشاء منصات بحرية قبالة شواطئ هذين البلدين يتطلب وجود بنية تحتية هناك أولا". وأضاف "إيران قادرة أيضا على إقامة منصات دائمة للأغراض العسكرية في الخليج ومنصات متنقلة في أماكن أخرى".
وأكد باقري الى أن "ثلثي سكان العالم يعيشون قرب الشواطئ، كما أن الاقتصاد العالمي يعتمد على البحر، لذلك ينبغي علينا أن نتخذ التدابير اللازمة رغم أن هناك حاجة إلى الوقت من أجل القيام بهذه الخطوات". وهذه المرة الأولى التي يتحدث بها مسؤول عسكري إيراني عن إقامة قواعد بحرية في مثل هذه المناطق التي تشهد صراعات وأزمات دامية منذ سنوات.