بقلم نادية الزاير: مدربة تنمية بشرية
ترتكب الكثير من النساء أخطاء فادحة في حق ذواتهن باسم الحب يدخلن في علاقات حب فاشلة لا لشيء إلا لملأ فراغهن العاطفي أو للخوف من الوحدة أو لتلبية احتياجاتهن النفسية أو بالأحرى بحثا عن شفاء أوجاعهن عند شخص آخر ظنا منهن انه الملاذ والطبيب والتعويض عن الأب والاخ ونقص الحنان والاهتمام الذي عاشته وكأنه ساحر...
وهذا من أكبر الخدع والأوهام المعششة في عقول أغلب النساء التعساء ...فلا أحد يمكنه أن يكون كل ذلك معا وإن كان أفضل زوج أو شريك ويحب بصدق فهو يبقى كيان آخر له أيضا احتياجاته ونقائصه...
والأخطر من ذلك أن من يفكرن على هذا النحو عادة ما يخترن أشخاصا يتظاهرون بالقوة خارجيا وهم غير متوازنين داخليا، تماما مثلهن ومن هنا يبدأ مسلسل ظلم الذات من خلال علاقة مرضية مع شريك يسيء لمشاعرهن وتقديرهن لذاتهن، وحتى وإن وصل إلى مرحلة العنف معهن تجد أغلبهن تستمر في هذه العلاقة التي تهدمها من الداخل الى ان تصل الى مرحلة تصبح فيها مجرد شبح تابع متحرك لا روج له...
ترتكب الكثير من النساء أخطاء فادحة في حق ذواتهن باسم العطاء... تعشن فقط من أجل الآخر... الآخر هو الأهم وهو أولى أولوياتها ثما قد تجد الوقت للتفكير في نفسها... تهتم بالوالدين والأهل ثم الزوج ثم الابناء وتجعل منهم محور حياتها وكل اهتمامها.
وفي خضم كل تلك الرحلة هناك صوت داخلي يظل يصرخ داخلها طالبا نفس الاهتمام والحب، يظل يكبر ويكبر وهي تحاول كبته، وعندما يصدمها تجاهل الآخرين لها وهي التي عودتهم على نكران ذاتها وتجاهلها لنفسها، صارت تحمل الآخرين الذين منحتهم عمرها مسؤولية اهمالها لذاتها ... العيب ليس في الحب اللا مشروط ولا في الأمومة...بل في عدم التوازن...
هؤلاء يصف حالتهن دكتور علم النفس "محمد طه"، في كتابه "علاقات خطرة بقوله "هناك من تعيش داخل دائرة مغلقة وتوصل لأبناها انها مصدر كل حب وحنان واحتواء وعطاء في وجود أو غياب الاب وتحبس نفسها في (صندوق) الاطفال الذين سأضحي بحياتي من أجلهم" المسألة أنهم لم يعلمونا كنساء كيف نحب ذواتنا ونعرف ما نريد ونهتم لاحتياجاتنا وسعادتنا وراحتنا النفسية كما نفعل مع الآخرين فقد تربينا على موروث ثقافي تذوب فيه المرأة كشمعة لتنير حياة المحيطين بها...
وكأنها لم تخلق لتكون سعيدة وكأنها ليست من النساء اللاتي اوصى بهن رسول الله صلى عليه وسلم " رفقا بالقوارير... " "وأوصيكم بالنساء خيرا..." سألتني إحداهن يوما إثر استشارة توجيه نفسي خاصة معها :
وكيف أحب نفسي؟ واليكن جميعا ماذا أجبتها: من علامات حبك لذاتك:
-أولا: أن تستأنسي وتستمعي بصحبتها وتحبين امضاء بعض الوقت معك انت وانت فقط... فاذا لم تجدي السعادة والطمأنينة في وحدتك ومع نفسك فلن تجديها أبدا مع الآخر ...
-ثانيا: أن تشعري أنك مكتملة بذاتك، مكتفية بها... فكل ما تبحثين عنه عند الآخر من حب ...اهتمام ... رحمة الخ ...كلها متضمنة فيك فقط عليك ان تعطيها لنفسك أولا قبل أن تطلبي من الاخرين أن يمنحوك إياها أو تلومينهم على عدم منحها، فاذا كنت لا تعاملين نفسك بحب وتسامح ورحمة فكيف تتوقعين من الآخر أن يعاملك؟ سيعاملك نفس معاملتك لذاتك.
-ثالثا: أن لا تحمّلي نفسك فوق طاقتها أبدا من أجل إرضاء الاخرين... مهما كانوا ...وأن تتعاملي مع مبدأ العطاء بتوازن وليس على حساب توازنك وعافيتك.
-رابعا: أن تتعلمي اسعاد نفسك بفعل الأشياء التي تحبينها أو تقديمها في شكل هدايا لنفسك تماما كما تفعلين مع من تحبين.
-خامسا: أن تتخلي عن كل ما يسبب لك الألم أو نقص تقدير الذات من تجارب وأشخاص الخ... اجتثي تلك الأورام التي تؤلمك لتستعيدي عافيتك النفسية أولا وكوني متأكدة انك تستحقين أن تكوني سعيدة ومحترمة كأنثى.
-سادسا: أن تجعلي سعادتك وراحتك النفسية تأتى أولا وقبل كل شيء ثم سعادة وراحة الآخرين.
-سابعا: حققي أحلامك مهما كانت صغيرة أو كبيرة فاذا كنت تحبين نفسك حقا لن تبخلي عليها بمتعة الانجاز والنجاح.
-ثامنا: أحسني اختيار من يدخلون حياتك... اختاري من تشعرين معهم أنك انسانة أفضل، من يضيفون لك وليس العكس.
-تاسعا: سامحي نفسك على أخطائها وتخلصي من رواسب الماضي لأن من حق نفسك عليك أن تتحرر من أي عائق يمنعها من المضي قدما.
-عاشرا: اجعلي لحياتك هدفا ومعنى ولا تعطي نفسك أقل مما تستحق، فطالما اكتشفت كنزك الداخلي، ستضفي الغاية لحياتك معنى وتقودك نحو الأفضل وهذا بالضبط ما تستحقين...