الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية: رؤية استراتيجية للنهوض بالقطاع بعيدا عن الفصلية والجهوية
تونس/ عوض سلام/ تنويع المنتوج السياحي التونسي، من أجل رفع حصة تونس من عدد السائحين الوافدين على جنوب المتوسط، كان هدفا رئيسيا من الندوة التي عقدتها الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية، بحضور ممثلي الصحافة التونسية والأجنبية المعتمدة في تونس، الإثنين، 4 ديسمبر 2017، بقصر الضيافة بضاحية قمرت السياحية، بتونس العاصمة.
وأجمع المتدخلون خلال تلك الندوة على أن تنويع المنتوج السياحي أصبح ضرورة ملحة من أجل الإستجابة للطلب المحلي والعالمي، مؤكدين على أهمية أن يكون النشاط السياحي ممتدا على طول العام وفي مختلف أنحاء الجمهورية، لا أن يكون مرتبطا بموسم أو فصل أو جهة معينة.
كما أشاروا إلى أن الهدف من تنويع المنتوج السياحي، إضافة إلى زيادة عدد السياح، بإستقطاب أنواع جدد منهم، بل وأيضا تقديم المنتوج الذي يجذب السائحين من ذوي القدرة الشرائية العالية.
وفي هذا الإطار قال رئيس الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية، حسام بن عزوز، أن النشاط السياحي يعاني من مشاكل هيكلية ولابد من التشخيص السليم للنهوض بهذا المجال",
ولاحظ بن عزوز، أن المشاكل تتعلق أساسا بعدم تنوع المنتوج السياحي وغياب التسويق للسياحة التونسية وعدم حوكمة القطاع في ظل غياب شراكة فاعلة بين القطاعين العمومي والخاص ذلك إلى جانب المشاكل المتعلقة بالإجراءات الإدارية وتشعبها بما يعيق الديناميكية السياحية.
وتابع إن المشهد السياحي الراهن يستدعي بلورة رؤية استراتيجية واضحة وخطة عمل لتتمكن تونس من تجديد المنتوج السياحي وتنويعه من خلال الاستجابة للطلب المحلي والعالمي، الذي ما انفك يتجه نحو الاختصاص وتمديد الموسم السياحي ليشمل كل فترات السنة ومختلف الجهات.
ولفت الى سعي الجامعة الى تنويع المنتوج السياحي ليضم أيضا السياحة البيئية وسياحة المؤتمرات وسياحة المغامرات ودور الضيافة معتبرا الأنموذج المغربي مثالا يقتدى به في هذا المجال إذ استقبلت المغرب سنة 2010 عشرة ملايين سائحا مما مكنها من عائدات قدرت ب3 أضعاف المداخيل من العملة الصعبة، التي حققتها تونس في نفس الفترة.
ودعا كل الناشطين في مختلف المجالات السياحية المتخصصة إلى لعب دور مباشر للمساهمة في وضع إستراتيجية لتنويع المنتوج والتنسيق مع سلط الاشراف، مؤكدا أن غياب خطة استراتيجية مشتركة يعد من الأخطار المحدقة بالسياحة التونسية.
ووقف القائمون على الندوة، على المشكلات التي تعترض تنويع المنتوج السياحي في تونس، رافعين اللوم عن الدولة ومؤسساتها، وأشاروا إلى عديد المنتجات السياحية التي لم تر النور، إلا بعد إرساء قيادة سياسية استوجبت استثمارات هامة، ومن بينها: العلاج بمياه البحر والمياه المعدنية، سياحة الأعمال، الغولف، السياحة الثقافية، والسياحة الإيكولوجية...إلخ
وفي هذا الإطار حددت الجامعة المهنية المشتركة للسياحة المهنية حوالي 14 منتوجا ومهنة سياحية ذات إمكانيات عالية، ينتظمون داخلها، وفي إطار المجمعات المهنية التالية: سياحة الغولف، السياحة الاستشفائية، الثقافية، الصحراوية، وسياحة المؤتمرات، السيارات، الغوص، القوارب، الفلاحية، الرياضية، الأيكولوجية، الطيران..
وتعتبر الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية التي تأسست من مارس 2016، نقابة مهنية مستقلة، تسعى إلى ضم جميع العاملين في القطاع السياحي، كما تقدم رؤية استراتيجية من أجل تجديد وتنويع المنتج السياحي.