"على الطريق المسحور".. أو اللقاء المشتهى بين شانتال غويا وجمهور الأطفال

في ليلة ساحرة من ليالي مهرجان قرطاج، تحقق حلم الطفولة على الركح مع الفنانة الفرنسية شانتال غويا، التي قدمت عرضها الموسيقي المسرحي "على الطريق المسحور" في سهرة 3 أوت 2025، بدعم من وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن.
شانتال غويا، البالغة من العمر 83 عامًا، لكنها تحمل قلب طفلة لم تتجاوز السابعة، أطلت على الجمهور بفستان زهري متألق، مرحبة بهم قائلة: "السلام عليكم تونس، أنا أحب هذا البلد جدًا، سبق وأن زرت جربة والحمامات وعشقت البلاد، تحية إلى الأولياء الذين كانوا أطفالًا يستمعون إلى أغانيّ واليوم يواكبون العرض مع أطفالهم." ثم دعت الجميع لخوض رحلة إلى عوالم السحر والبراءة.
انطلق العرض إلى غابة خيالية، حيث تنبض الحياة في كل زاوية بفضل الممثلين الذين تجسدوا شخصياتها بأقنعة مدهشة. مع كل أغنية، زادت غويا من جرعة السعادة بحماسها اللافت، منتقلة بين الحكايات ببراعة فنانة متمكنة. من أبرز الشخصيات التي ظهرت على الركح كان "جانو لابان"، الأرنب الذكي من أغنية تعود إلى 1977، الذي يتغلب على الصياد بدهائه، ليأسر الجمهور بمغامرته المثيرة.
على مدى خمسين عامًا، شكلت شانتال غويا علامة فارقة في عالم أغاني الأطفال والكوميديا الموسيقية العائلية. في هذا العرض، أعادت إحياء ذكريات نصف قرن من الإبداع، مقدمة أغانٍ خالدة مثل "بوبا" (1982)، المعروفة عربيًا بـ*"سكر ولوز"، التي تغني صداقة لا تنتهي، و"باندي باندا"* (1985)، التي عانقت فيها غويا الباندا بحنان الطفولة. بعد غناء "بوبا"، قالت: "ما أجمل الذكريات"، لتعيد الكبار إلى أيام البراءة، بينما فمزن للأطفال أبواب الدهشة والاكتشاف.
المسرح تزين بألوان الغابة الساحرة، من الأحمر والأزرق إلى الأصفر بتدرجاته، مع سينوغرافيا مبهرة وأزياء صيغت بحرفية عالية، لتضفي على العرض أبعادًا تشكيلية تحول الحجارة الصامتة إلى أهزوجة للحياة. الرقصات والمؤثرات البصرية عززت هذا العالم المثير، بينما أشرف زوجها جان-جاك دوبو، مؤلف أغانيها، على إخراج هذا العمل الفني الاستثنائي.
"على الطريق المسحور" لم يكن مجرد عرض، بل احتفال بالطفولة والخيال، جمع بين الأجيال في تجربة فنية تجاوزت حدود الزمن، تاركة انطباعًا عميقًا في قلوب الحاضرين.