الكاتب والروائي السوري، حنا مينة مولود في مدينة اللاذقية عام 1924، دايته الأدبية كانت متواضعة، تدرج فيها في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.
ساهم حنا مينة مع لفيف من الكتاب اليساريين في سوريا عام 1951 بتأسيس رابطة الكتاب السوريين، عندما نظمت الرابطة عام 1954 المؤتمر الأول للكتاب العرب بمشاركة عدد من الكتاب الوطنين والديمقراطيين في سوريا والبلاد العربية، وكان له دور كبير في التواصل مع الكتاب العرب في كل أنحاء الوطن العربي.
حنا مينة قال عن نفسه إنه كاتب الواقعية الاشتراكية، ويرفض الواقعية باعتبارها مدرسة في التعبير الأدبي تأخذ الواقع كما هو، فالواقع في الحياة في رأيه يصير واقعا فنيا في العمل الأدبي.
حنا مينة عاش طفولته الأولى، ما بين لواء اسكندرون الخاضع للسلطة التركية، حالياً، ومدينة اللاذقية، منذ حصوله على شهادة التعليم الابتدائي عام 1936 اضطر للتوقف عن متابعة دراسته، والانخراط بالعمل، في هذه السن المبكرة التي بدأ فيها يتنقل باحثاً عن أي عمل، حتى لو كان "أجيراً" هنا، أو هناك.
حنا مينة اضطر إلى أن يترك لواء اسكندرون، بعدما أعلنت تركيا السيطرة عليه، عام 1938، وهرب عائداً إلى اللاذقية مع بقية أفراد أسرته.
عمل حمّالاً، في مرفأ اللاذقية، وكانت بداياته الأولى هناك، في العمل الحزبي المتمثل بالسعي لتأسيس نقابة لعمال المرفأ، وكان يقوم بتوزيع صحيفة "صوت الشعب" اليسارية، في الشوارع، على الناس، فتعرض لاعتداء من قبل بعض إقطاعيي المنطقة الذين يرون نشاطه اليساري يوقع الضرر بوضعيتهم الاجتماعية، فأصيب بعد طعنه بخنجر إلى درجة ظنوا فيها أنه فارق الحياة.